"أكثر من ستون عاما على النكبة وضياع فلسطين من يد العرب"

الاول من يونية 1948

قرية اللـد

كان الهدف من تلك العملية هو تنفيذ السياسة التي كان يتبعها الصهاينة في ترحيل وطرد جميع الاهالي والمواطنيين، وقد بلغ عدد سكان المدينة حوالي عشرين ألفا بالاضافة إلى عشرون ألفا آخرون من مهجري يافا وغيرها من البلدات المحيطة، ولم يبرحوا المدينة الا بعدما قامت قوات الاحتلال بعمليتها القذرة وقامت بذبح مجموعة من المواطنين لجأت الى المسجد. ويختلف المؤرخون في تحديد عدد ضحايا المذبحة، فهناك من يقول انهم 70 وهناك من يذكر الرقم 150 وحتى 200.

منظر عام لمدينة اللد قبل عام 1900


شهود على المذبحة

ادوار طنوس وهو من أبناء عائلات الضحايا المسيحية فقال انه لم يبق من اهل اللد الأصليين سوى 1030 نسمة، أجبرهم الصهاينة على ترك سكنهم الأصلي وحشرتهم داخل حي صغير سمي بـالجيتو ومنعتهم من مغادرته. كما يذكر ان القوات الاسرائيلية احتلت اللد في 10 يوليو 1948، أي بعد حوالي الشهرين من قيام اسرائيل، ولم تكن المدينة في هذا الوقت تشكل أي خطر. وإن الذي أمر بترحيل الاهالي هو رئيس الوزراء الاول في الكيان الاسرائيلي ديفيد بن غوريون، ونفذه عدد من كبار قادة الجيش الذين أصبحوا في ما بعد من كبار القادة السياسيين، مثل موشيه دايان قائد العملية، الذي أصبح رئيس أركان ووزير الدفاع ووزير خارجية، وكذلك اسحق رابين، الذي احتل منصب رئيس أركان ثم رئيس حكومة ووزير دفاع، وأيضا ييجال يدين، الذي أصبح رئيس أركان ونائب رئيس وزراء.

حليمة النقيب - العجو (إم سليم ) من مواليد عام 1930 تحكي قصة المذبحة وتقول: عندما بدأ الهجوم على المدينة قاومت بشدة من الجهة الغربية ولكن اليهود تسللوا من الجهة الشرقية ودخلوا عليها، وكان أول ما فعلته كان مذبحه جامع دهمش، وتذكر أن حوالي 97 شخص قتلوا غير اللي ذبحوهم عند بير الزئبق.

"يللا على عبد الله ..عبد الله اشتراكم"

وتذكر
الشاهدة أيضا أن الجيش الاسرائيلي أخذ يطرد السكان ويقولون لهم بسخرية "يللا على عبد الله .. عند الملك عبد الله ..عبد الله اشتراكم"، وكانوا يأخذوا الشباب على الأسر، وقد اعتقلوا أخويها عبد الحميد والذي كان عمره 19 عاما وأحمد الذي كان يبلغ 23 عاما، وأخذوهم أسرى وإحتجزوهم لمدة سنتين. بين معسكرى سرفند وعتليت بالاضافة إلى أولاد عمها الاثنين، وما تبقى من أهالي كانوا من معظمهم كبارالسن.

حرق جثث القتلى

وتحكي الشاهدة عن معركة ومجزره كبيره، فالكثير قتلوا من أهالي اللد ممن اللاجئين من سرفند وسلمة، وقد ذهب البعض للمسجد ليحتمي به قتل، ولم يكن كلهم من المقاومة، بل منهم عائلات كثيرة، وتتقول أنها شاهدت عائله من أم وابن وبنت وزوج البنت وأخوها قد خرجوا محاولين الهرب، ولكن أحد الصهاينة قتلهم جميعا. ومثلهم الكثير.

بعد المذبحة

بعد ستة أيام على المذبحه وعند بئر الزئبق حضر اليهود وطلبوا ممن تبقى جمع جثث الشهداء، وكانوا بين 200 و 300 جثه، في ساحة المقبرة وأحرقوها. وتروي الشاهدة قصة مواطن اسمه علي الخليلي وكان يمتلك عربة وحصان، وطلبوا منه جمع الجثث، وخلال عمله شاهد جثة أم وبجوارها طفل يبلغ عمره حوالي 8 أشهر يزحف على الأرض بجوار جنب أمه جائعا، وتعتقد أنه استمر يرضع من حليب أمه وهي ميتة لمدة أسبوع، أخذه الخليلي، ولكن الجندي اليهودي المتواجد طلب منه ترك الطفل، وحاول الخليلي وقتها الاحتفاظ بالطفل قال لليهودي "والله يا خواجا ما عندي أولاد... خلّيني اربي الولد" ولكن ذلك الصهيوني رفض واخذ الطفل منه، والقاه على الأرض وضربه بالرصاص وقتله، بكى الخليلي ودفن الطفل مع أمه.

سجن داخل مدينتهم

تقول الشاهدة أن اليهود أخذوا ما تبقى من السكان وطوقوهم داخل منطقة تقع عند المستشفى والكنيسة والجامع، تسمى الجيتو وبقوا بها حوالي سنتين، بعد أن شيدوا سياجا حولها!

ومن أهل اللد الذين غادروا عائلة الميمي والحصوني وعائلة النقيب وعائله العزوق وقد  هاجر معظمهم إلى الأردن.


الصفحة السابقة   الصفحة التالية