"أكثر من ستون عاما على النكبة وضياع فلسطين من يد العرب"

الخامس عشر من أكتوبر 1953

قرية قبية

قرية فلسطينية تقع على بعد 11 كيلومتر إلى الشمال الشرقي لمدينة اللد وغرب مدينة رام الله ، كان عدد سكانها 1,635 نسمة إضافة إلى حوالي أربعة الاف مهجرين من مدن وقرى أخرى، كانت تتبع قضاء الرملة قبيل النكبة، والان تتبع قضاء رام الله.

ملف:Qibya2.jpg
أهل قبية والمنازل المهدمة بعد المذبحة

 

أسباب المذبحة

جاءت المذبحة إنتقاما لعملية تسلل تمت في 12 أكتوبر 1953 من الأردن إلى مستوطنة يهود، قام المتسللين وقتها بإلقاء قنبلة داخل المستوطنة وقتلت يهوديان وإصابة ثالث، وفر المتسللين عائدين إلى الاردن. وفي اليوم التالي قرر دافيد بن غوريون مع حكومته القيام بعملية انتقامية قاسية ضد قرية قبية التي مر من خلالها المتسللين، ونص قرار المذبحة على "تنفيذ هدم وإلحاق ضربات قصوى بالأرواح بهدف تهريب سكان القرية من بيوتهم" (من أرشيف الجيش الإسرائيلي 207/56/644).

المذبحة

في اليوم الرابع عشر من شهر أكتوبر عام 1953، وفي الساعة السابعة والنصف مساء قامت الوحدة 101 للعمليات الخاصة بقيادة الارهابي أريل شارون والوحدة 890 للمظليين قوامها ستمائة قتلة بحصار القرية، وعزلها عن باقي القرى المجاورة، ثم بدأت بقصف القرية بشكل مركز بمدافع الهاون، وأستمر هذا حتى الرابعة صباح اليوم التالي، مما أجبر السكان على البقاء داخل بيوتهم، ثم بعد ذلك أخذت الوحدة تتنقل من بيت إلى آخر في شكل عملية حربية داخل منطقة مدنية، تم فيها إلقاء القنابل داخل البيوت، وإطلاق النار عشوائيا عبر الأبواب والنوافذ المفتوحة، وإطلاق النار على كل من يحاول الفرار، بعد ذلك قام المظليون بنسف البيوت فوق رؤوس سكانها، وقد قدر عدد البيوت التي نسفت في هذه العملية ستة وخمسون منزلاً، بالإضافة إلى مسجد ومدرستين وخزان مياه.

وفي نفس الوقت وحتى لا تصل أية إمدادات إلى القرية، توجهت بعض القوات المعادية وطوقت قرى شقبا وبدرس ونعلين لمنع ذلك، وقامت بزرع الألغام على جميع الطرق المؤدية إلى قبية.

بلغ عدد الشهداء في هذه المجزرة من رجال ونساء وأطفال حوالي سبعة وستون مواطناً من أهل قبية، وجرح مئات آخرون.

روايات من شهود للمذبحة

كان من أشد المناظر إيلاماً، منظر امرأة من أهل القرية، جالسة فوق كومة من الأنقاض، وقد أرسلت نظرة تائهة إلى السماء، وقد برزت من تحت الأنقاض يد وأرجل صغيرة من أشلاء أولادها الستة، وكان جثمان زوجها ممزقة من كثرة الطلقات النارية التي أطلقت عليه وملقاة على الطريق المواجهة لها.

من الأسر التي أبيدت تماماً في هذه المذبحة أسرة "أبو زيد  المكونة من أربعة أفراد"  وأسرة "محمود المسلول المكونة من ستة أطفال" وزوجة محمود إبراهيم وأطفالها الثلاثة، وحسين عبد الهادي وعمره 64 عاماً ولطيفة حسين عبد الهادي وعمرها 12عاماً.

أدان مجلس الامن المذبحة وقامت أمريكا بتعليق المعونات لاسرائيل بشكل مؤقت وقامت بريطانيا بتسليح القوات الاردنية لمنع التسلل إلى فلسطين، وكتبريرا ساذجا أكد بن غوريون في خطاب له أن سكان الحدود هم من قام بالعملية وليس الجيش، ولكن الجنرال فان بيتيكه كبير مراقبي الأمم المتحدة حينئذ أكد في تقريره إلى مجلس الأمن الدولي في 27 أكتوبر 1953 أن الهجوم كان مدبراً ونفذته قوات نظامية.


الصفحة السابقة   الصفحة التالية