التاسع من أبريل 1948
قرية دير ياسين
لم يكن سقوط دير ياسين بسهولة، ولقد اعترف العدو بأن دير ياسين قد كانت عصية على غاصبيها قبل أن يدخلوها، وما كانت لتسقط لولا نفاذ الذخيرة من أهل القرية وتخاذل من حولهم، ولكنهم لم يستسلوا بل استكملوا دفاعهم المستميت بالسكاكين والأعمدة وما طالت يدهم، وشاركت النسوة الرجال في القتال، سواء بالقتال المباشر أو المساعدة الميدانية.
قرية دير ياسين بعد العدوان
ومن اعترافات مناحيم بيغن قائد عصابة الأرجون، أن العرب دافعوا بضراوة عجيبة وأنه خسر أربعين في المائة من رجاله من أجل احتلال دير ياسين، وخلال المعركة فكرت تلك العصابة بالانسحاب الفعلي من جراء المقاومة الباسلة، ومر عليها وقت لم تستطع إخلاء جرحاها، واستعانوا بعصابة الهاجاناة. وتكرر ذلك مع عصابة شتيرن التي توقفت في منتصف القرية ولم تستطع التحرك، وقال احد مهاجميها "لقد قاتل العرب كالأسود وتميزوا بقنص محكم" وعندما جرح قائدهم الميداني يهودا سيغال ظل لساعات يتخبط في دمه، وكل من كان يحاول الاقتراب منه لمساعدته كان يسقط حتى مات. ولم يستطيعوا التحرك حتى جاءت الإمدادات من الهاجناة، وقلبت أوضاع المعركة في صالحهم.
هذا ما حدث بالرغم من تواجد وحدات تابعة لجيش الإنقاذ العربي على بعد دقائق من المذبحة لكنها رفضت التدخل، بعد وصول من استطاع الهروب من المذبحة في بدايتها إلى قادة هذه الوحدات وعلمهم بما يحدث في القرية، إلا أن كان ردهم " لم تصلنا أوامر" و" لقد امرنا بالرحيل من المنطقة ولا نستطيع فعل شيء ".
وفي كتاب "آه يا قدس" لدومنيك لابيري ولاري كولنز الذي صدر في عام 1972، لمح فيه عن اتفاقات سرية جرت بين قائد جيش الإنقاذ فوزي القاوقجي ويوشوا بالمون احد ضباط استخبارات الهاجاناه ومسئول الموساد فيما بعد، وكذلك أيدها كتاب حرب فلسطين الذي صدر عن جامعة كامبريدج عام 2001 حيث لمح أيضا إلى اجتماع سري تم بين فوزي القاوقجي وبالمون في تاريخ 1-4- 1948 أي قبل المذبحة بثمانية أيام، وكان الهدف من هذا الاجتماع فتح طريق تل أبيب - القدس للصهاينة وكان احتلال ياسين جزءا منها.
هذا ما حدث بالرغم من تواجد وحدات تابعة لجيش الإنقاذ العربي على بعد دقائق من المذبحة لكنها رفضت التدخل، بعد وصول من استطاع الهروب من المذبحة في بدايتها إلى قادة هذه الوحدات وعلمهم بما يحدث في القرية، إلا أن كان ردهم "لم تصلنا أوامر" و"لقد امرنا بالرحيل من المنطقة ولا نستطيع فعل شيء"، أما الغريب أنه بعد أيام من المذبحة تم تسليم قرية دير ياسين للهاجاناه لاستخدامها مطارًا في ظل صمت مخز.
وفي كتاب "آه يا قدس" لدومنيك لابيري ولاري كولنز الذي صدر في عام 1972، لمح فيه عن اتفاقات سرية جرت بين قائد جيش الإنقاذ فوزي القاوقجي ويوشوا بالمون احد ضباط استخبارات الهاجاناه ومسئول الموساد فيما بعد، وكذلك أيدها كتاب حرب فلسطين الذي صدر عن جامعة كامبريدج عام 2001 حيث لمح أيضا إلى اجتماع سري تم بين فوزي القاوقجي وبالمون في تاريخ 1-4- 1948 أي قبل المذبحة بثمانية أيام، وكان الهدف من هذا الاجتماع فتح طريق تل أبيب - القدس للصهاينة وكان احتلال دير ياسين جزءا منها.
وفي تبرير هذه الحادثة التي أثارت العالم قالت الوكالة اليهودية أن تلك العصابات غير تابعة للجيش الإسرائيلي وأنهم منشقون عنها، وبلغت بهم الحقارة بأن قامت الوكالة اليهودية بتقديم اعتذارها للملك عبد الله ملك شرق الأردن عبر غولدا مائير، ووصفت المذبحة بالبربرية، والذي شجعهم هو رد الفعل الرسمي للعرب الذي كان مخزيا.
وقد حاولت إسرائيل نفي تلك المذبحة ففي عام 1969 نشرت وزارة خارجيتها منشورا باللغة الإنجليزية نفت فيه وقوع مذبحة ياسين، إلا أنها اضطرت وسحبته فيما بعد !!!.
الصفحة السابقة الصفحة التالية