"أكثر من ستون عاما على النكبة وضياع فلسطين من يد العرب"

الأول من يناير 1948

قرية بلد الشيخ

شهادات من المذبحة

- بهية حمد إسماعيل جرادات: من مواليد 1915 تقول عن المذبحة "دخل اليهود القرية بأسلحة حديثة رشاشة إضافة إلى السلاح الأبيض وأخذوا يلقون القنابل على البيوت ويذبحون الناس بالسكاكين والبلطات، وقد أبيدت عدة عائلات مثل: دار أبو الشريف، ودار أبو رزق، وقد أبيدوا بالكامل".

- أم سعد: أحد السكان قتلوها مع أطفالها الثلاثة أصغرهم عمره 7 أيام، وتم ذبحهم بالسلاح الأبيض.

- حلوة سنوسة أحدى الأهالي فقد بقروا بطنها وهي حامل.

- عائلة أبو رزق: وكان رب البيت نائماً، ذبح له اليهود ستة أطفال وبعد ذلك أيقظوه وقالوا له قوم يا أبو رزق شوف أولادك شو صار فيهم، وعندما رأى ذلك فقد علقه وجن.

- سلمان عبد الله اللبدي: كان يمتلك باروده ويسكن معه ابنه محمد، وعندما بدأ الهجوم، أغلق الأبواب والشبابيك ووضع خلفها أثاث البيت، حتى لا يستطيع المهاجمون فتح الأبواب أو الشبابيك لكن اليهود هجموا على البيت بالقنابل، ودخلوا الدار ودارت معركة حامية داخل البيت ولكنه دافع ببسالة عن نفسه حتى انسحب اليهود.

- عوض جرادات وعائلته: تعرض لهجوم بالقنابل على بيته وألقيت داخله القنابل، وجرح جراء ذلك جميع أفراد العائلة وصعدت زوجة ابنه على سطح المنزل لتستغيث وتطلب العون وتصيح من مخيم الجيش الأردني الذي لم يكن بعيداً، لكن لا مجيب.

صمود القرية ونهايتها

ظلت القرية تقاوم وتدافع عن المدينة حتى الربيع، ولم تستطيع القوات الصهيونية إحتلالها، وبعد سقوط حيفا في أبريل 1948 وبمساعدة القوات البريطانية التي أعلنت هدنة في المدينة وإخلاء القرية من سكانها الذين اتجهوا صوب عكا .

وفي عام 1949 قام المستوطنون الصهاينة بالسكن في بلد الشيخ وأطلقوا عليها اسم تل حنان، وهي جزء من مستعمرة "نيشر" حاليا،
نسبة إلى مصنع الاسمِنت القائم على أراضيها أيام الإحتلال الإنجليزي.

وما زال الكثير من المنازل والمتاجر العربية موجودا ويشغله سكان المستعمرة، ومقبرة القرية ما زالت موجودة وهي تضم جثمان الشيخ عز الدين القسام المجاهد الذي قاتل القوات البريطانية عام 1935 وأدى مقتله إلى اندلاع ثورة 1936 ضد الاحتلال البريطاني.


الصفحة السابقة   الصفحة التالية